كنان
عضو نشيط


شارك: Jun 17, 2008
نشرات: 122
المكان: سورية الشمس

|
ارسل:
Sat Jan 05, 2013 10:41 pm |
|
تجاوز الدهارما بواسطة الدهارما .
قال الحكيم ساي بابا : بواسطة الدهارما يجب عليك تجاوز الدهارما
Through Dharma, you have to transcend Dharma
نفهم من كلامه أن الدهارما و هنا مرادفها هو كلمة الدين تحديداً هو عبارة عن وسيلة و ليس هدف أي البغية و المراد من الإنسان هو المعرفة الروحية الصوفية الناتجة عن التجربة الذاتية فالدين أول درجة في سلم الترقي الروحي .
هذا يعني أن الدين أي العقائد الزمانية المكانية و الميراث الفكري هي وسائل مساعدة فقط و يجب علينا تجاوزها في مرحلة من المراحل لكن لا يعني تجاوز الدين أن يتجاوز الإنسان الاستقامة و التقوى و الأخلاق فقد قال الحكيم قبل هذا : لذلك إنه أمر أساسي جداً أن يكون كل طفل و أم و كل واحد منكم مكرساً للدهارما (هنا الاستقامة )
Hence it is very essential that every single child and mother, each and every one of you be devoted to Dharma righteousness
الميراث العقائدي المحلي أساس يبنى عليه لكنه نسبي غير مطلق و متعلق بمستوى أصحابه .
نلاحظ الكثير يشتكون و يلحدون و يكفرون بالإله بحجة أن الدين سبب الخلافات على جميع الأصعدة و هو سبب نقمة البشر و يمكن أن يكون هذا الكلام صحيح جزئياً عندما نتجمد عقائدياً عند مستوى الدين و لا نتجاوزه إلى ما يسمى روحانية أي تجربة ذاتية فالأديان متعددة و الروحانية واحدة فالدين يمكن بسبب خطأ ما أن يفرق لكن الروحانية دائماً توحد و تجمع القلوب على مسلك واحد .
كيف تتجلى مظاهر تقديم الدين على الروحانية ؟
عندما اختلف مع شخص فكرياً و نتقاتل باسم العقيدة على مستوى المذاهب أو فردياً فهذا يعني أن الأنا أو الفكر قام بالتشبث بالعقيدة تشبثاً ناتج عن الخوف من غياب هويته و العجز عن الاعتراف بتقصيره فيندفع اندفاعاً جنونياً .
هذا يدلنا على أن العقيدة الدينية يجب ألا تكون مطلقة و مقدمة على الروحانية أي المحبة و الائتلاف الإنساني على اختلاف الأفكار و الآراء .
إن من يكره شخص ما و يتعادى معه على أنه شخص مذنب أو فاسق يعني أنه أبعد ما يكون عن الهدف الأسمى و يمكن أن يكون ذاك المذنب أقرب منه إلى الذات الإلهية .
للأسف بشكل عام نحن غير معتادين على محبة و تقبل من يخالف جهة مسيرنا و غالباً ما نصمه و نقذفه و نحكم عليه لكن هذا يعني أننا لم نتجاوز المرحلة الأولى وهذا ينتج عن الترهيب و التعظيم و الوعيد الذي ينشر بين صفوف رجال العقائد و الأديان ثم التخويف بالحرق في النار فيصورون الإله بأبشع الصور ناسين أن الإله هو المحبة فليس بهذا الشكل الاعتباطي نقوم بتثبيت المفترضات و الواجبات و ترسيخها لإنها ستتحجر و ستصبح عقبة بوجه الأجيال القادمة .
هذا التخويف هو ما يدفع الأنا خوفاً و ليس محبة بالإله إلى التمسك بتعصب فتبدأ النزاعات لكن من جهة أخرى هذا التهديد الذي يوجه ضروري جداً في مرحلة معينة فإن حاولنا تجاهله فسنرى كيف نميل بسرعة إلى الطرف الآخر و هو التقصير بأداء المفترضات التي وضعها لنا من هم أعلم منا و أرقى و هم أكثر شفقة علينا من أنفسنا .
نلاحظ أن الطريق الوسطى صعبة المنال و لا بد من الوقوع و التعثر على الطريق مراراً و تكراراً لكن كي نحسم الأمر فلنضع نصب أعيننا هذا الكلام : الدين واجب و فرض لازم لكن بشرط ألا نحوله ليصبح سبب خلاف و لعنة
هذا يحل مشكلة من يتزعم أن الدين هو سبب المشاكل على الصعيدين المذهبي و الفردي فلا يجوز لنا أن ننسف الدين فعند ذلك سنقضي على الأصل و الأخلاق و لا يجوز أيضاً تقديم الدين و العقيدة على المحبة .
و نرجع إلى الحكمة الحاكمية :
قال بعض المتألهين : لا اختلاف في جنس الجواهر , فجواهر العالم جوهر واحد , و إنما تختلف و تتفق بما فيها من الأعراض . و كذلك تغايرها بالأعراض, إنما تتغاير بغيرية يجوز ارتفاعها . فتكون الجواهر عيناً واحدة ,شيئاً واحداً
و هذا يعني أن جواهرنا الروحية أي ذواتنا بالحقيقة ذات واحدة لكن الأعراض أي الظواهر هي ما تختلف و تتغير إلا أن هذا التغاير و التباين يجوز أن يزول حتى نرتقي إلى جوهرنا الواحد . |
_________________
المعرفة أصل السعادة و والجهل أصل العذاب
اعلموا ان الجزء هو عين مضمون الكل في كونه |
|