حقيقة
تجلّيه..
عندما
يُظهر الإله سبحانه قدرته بمظهرٍ كهيكل بشر، فإنّ البشر يعيشون وهْم الصور
بالمعيّة أو الضديّة، لذلك قالوا عن صورته أنّها وهميّة، لا يعني بوهميّة أنّها
شبحيّة أو أثيريّة، بل لأنّ ظهوره بصورةٍ مثلنا هي الوهم بحدّ ذاته في عالم الوهم،
عالم الليل والنهار، عالم صراع الأضداد..
حقيقة
تجلّيه تكمن في التجريد، أي في الغياب، أي في اختفاء صورته بعد ظهوره، لنتعبّد لله
كحقيقةٍ في ذواتنا بعد أن نشّط حقيقته فينا لمّا ظهر بيننا.
لمن
يفقه عليه بالسرّ:
يكمن
التّرقي بأقوى وأرفع ما يمكن في العُشر الحقيقي حيثُ التدرّج في غيابه لينتقل من
عالم الوهم لعالمه الحقّ وهو المعنى الحقيقي لأيّ عيد ولحقيقة عودتنا معه في
الأيام العشرة التي تسبق الانتقال، لذلك فإن الانضباط التعبدّي في تلك الأيام حسب
المذهب الذي تجلّى لصاحبه فيه هو سرٌ كبير ينقلنا عبره لعالم ماهيّة سُبُحات الجلال
والإكرام.